سورة الشورى - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


{والذين يحاجون في الله} يُخاصمون في دين الله نبيَّه عليه السَّلام {من بعد ما استجيب له} أُجِيبَ النبيُّ عليه السَّلام إلى الدِّين، فأسلموا ودخلوا في دينه {حجتهم داحضةٌ عند ربهم} أَيْ: باطلةٌ زائلةٌ؛ لأنَّهم يخاصمون صادقاً في خبره قد ظهرت معجزته.
{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} أَيْ: العدل، والمعنى: إنَّ الله تعالى أمر أن يقتدي بكتابه في أوامره ونواهيه، وأن يعامل بالنَّصفة والسَّويَّة، وآلةُ ذلك الميزان، ثمَّ قال: {وما يدريك لعلَّ الساعة قريب} أَيْ: فاعمل بالعدل والكتاب، فلعلَّ السَّاعة قد قربت منك وأنت لا تدري.
{يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} ظنَّاً منهم أنَّها غير كائنة، {والذين آمنوا مشفقون} خائفون منها، لأنَّهم يعلمون أنَّهم مبعوثون ومحاسبون. {ألا إنَّ الذين يمارون} تدخلهم المِرية والشَّكُّ {في الساعة لفي ضلال بعيد} لأنَّهم لو فكَّروا لعلموا أنَّ الذي أنشأهم أوَّلاً قادرٌ على إعادتهم.
{الله لطيف بعباده} حفيٌّ بارٌّ بهم، بَرِّهم وفاجرِهم حيث لم يقتلهم جُوعاًَ بمعاصيهم.


{مَنْ كان يريد حرث الآخرة} من أراد بعمله الآخرة {نزد له في حرثه} أَيْ: كسبه بالتَّضعيف بالواحدة عشراً. {ومَنْ كان يريد حرث الدنيا} بعمله الدُّنيا {نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب} أَيْ: مَنْ آثر دنياه على آخرته لم نجعل له نصيباً في الآخرة.
{أم لهم} بل أَلهم {شركاء} آلهةٌ {شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل} أَيْ: القَدَر السَّابق بأنَّ القضاء والجزاء يوم القيامة {لقضي بينهم} في الدُّنيا.
{ترى الظالمين} المشركين يوم القيامة {مشفقين} خائفين {ممَّا كسبوا} أَيْ: من جزائه {وهو واقع بهم} لا محالة، وقوله: {قل لا أسألكم عليه أجراً} أَيْ: على تبليغ الرِّسالة {أجراً إلاَّ المودَّة في القربى} أيْ: إلاَ أن تحفظوا قرابتي وتَوَدُّوني، وتصلوا رحمي، وذلك أنَّه لم يكن حيٌّ من قريشٍ إلاَّ وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابةٌ، فكأنًّه يقول: إذا لم تؤمنوا بي فاحفظوا قرابتي ولا تُؤذوني. وقيل: معناه: إلاَّ أَنْ تتودَّدُوا إلى الله عزَّ وجلَّ بما يُقرِّبكم منه، وقوله: {إلاَّ المودة} استثناءٌ ليس من الأوَّل. {ومن يقترف} يعمل {حسنة نزدْ له فيها حسناً} نضاعفها له.
{أم يقولون} بل أيقولون، يعني: أهل مكَّة {افترى على الله كذباً} تقوَّل القرآن من قبل نفسه {فإنْ يشأ اللَّهُ يختم على قلبك} يربط على قلبك بالصَّبر على أذاهم، ثمَّ ابتدأ فقال {ويمحو الله الباطل} أَيْ: الشِّرك {ويحق الحق بكلماته} بما أنزله من كتابه على لسان نبيِّه عليه السَّلام وهو القرآن.
{وهو الذين يقبل التوبة عن عباده} إذا رجع العبد عن معصية الله تعالى إلى طاعته قَبِلَ ذلك الرُّجوع، وعفا عنه ما سلف، وهو قوله: {ويعفو عن السيئات}.
{ويستجيب الذين آمنوا} أَيْ: يُجيبهم إلى ما يسألون.
{ولو بسط الله الرزق لعباده} أَيْ: وسَّع عليهم الرِّزق {لبغوا في الأرض} لطغوا وعصوا {ولكن ينزِّل بقدر ما يشاء} فيجعل واحداً فقيراً، وآخر غنيَّاً {إنَّه بعباده خبيرٌ بصير}.
{وهو الذي ينزل الغيث} المطر {من بعد ما قنطوا} من بعدِ يأسِ العباد من نزوله {وينشر رحمته} ويبسط مطره.


{ومن آياته} دلائل قدرته {خلق السموات والأرض وما بثَّ} فرَّق ونشر {فيهما من دابة وهو على جمعهم} للحشر {إذا يشاء قدير}.
{وما أصابكم من مصيبة} بليَّةٍ وشدَّةٍ {فبما كسبت أيديكم} فهي جزاء ما اكتسبتم من الإِجرام {ويعفو عن كثير} فلا يُجازي عليه.
{وما أنتم بمعجزين في الأرض} هرباَ، اَيْ: إنِْ هربتم لم تعجزوا الله في أخذكم.
{ومن آياته الجوار} السُّفن التي تجري {في البحر كالأعلام} كالجبال في العظم.
{إن يشأ يسكن الريح فيظللن} فيصرن {رواكد} ثوابت على ظهر البحر لا تجري {إنَّ في ذلك لآيات لكلِّ صبار شكور} لكلِّ مؤمنٍ.
{أو يوبقهن} يُهلكهنَّ، يعني: أهلها {بما كسبوا} من الذُّنوب {ويعف عن كثير} فلا يعاقب عليها.
{ويعلم الذين يجادلون في آياتنا} أَيْ: في دفعها وإبطالها {ما لهم من محيص} مهربٍ من عذاب الله.
{فما أوتيتم من شيء} من أثاثِ الدُّنيا {فمتاع الحياة الدنيا} يتمتَّع به في هذه الدَّار {وما عند الله} من الثَّواب {خير وأبقى للذين آمنوا} نزلت في أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه حين أنفق جميع ماله وتصدَّق به، فلامه النَّاس.

1 | 2 | 3 | 4