{والذين يحاجون في الله} يُخاصمون في دين الله نبيَّه عليه السَّلام {من بعد ما استجيب له} أُجِيبَ النبيُّ عليه السَّلام إلى الدِّين، فأسلموا ودخلوا في دينه {حجتهم داحضةٌ عند ربهم} أَيْ: باطلةٌ زائلةٌ؛ لأنَّهم يخاصمون صادقاً في خبره قد ظهرت معجزته.{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} أَيْ: العدل، والمعنى: إنَّ الله تعالى أمر أن يقتدي بكتابه في أوامره ونواهيه، وأن يعامل بالنَّصفة والسَّويَّة، وآلةُ ذلك الميزان، ثمَّ قال: {وما يدريك لعلَّ الساعة قريب} أَيْ: فاعمل بالعدل والكتاب، فلعلَّ السَّاعة قد قربت منك وأنت لا تدري.{يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} ظنَّاً منهم أنَّها غير كائنة، {والذين آمنوا مشفقون} خائفون منها، لأنَّهم يعلمون أنَّهم مبعوثون ومحاسبون. {ألا إنَّ الذين يمارون} تدخلهم المِرية والشَّكُّ {في الساعة لفي ضلال بعيد} لأنَّهم لو فكَّروا لعلموا أنَّ الذي أنشأهم أوَّلاً قادرٌ على إعادتهم.{الله لطيف بعباده} حفيٌّ بارٌّ بهم، بَرِّهم وفاجرِهم حيث لم يقتلهم جُوعاًَ بمعاصيهم.